الجريدة الشهرية - فبراير 2025

الصحيفة الالكترونية

مواضيع الجريدة

في ذكرى مرور عام على التأسيس، جمعية الجالية الفلسطينية تعقد اجتماعها العمومي الأول

عقدت جمعية الجالية الفلسطينية في سويسرا يوم السبت الماضي، الموافق 15 فبراير، اجتماعها العمومي الأول في العاصمة بيرن، بحضور العشرات من الأعضاء المنتسبين من مختلف المقاطعات السويسرية.

استُهلّ الاجتماع بعرض أنشطة الجمعية خلال العام الماضي، والتي تضمنت تنظيم ثماني فعاليات في بيرن وجنيف وبيل-بيين، تلاه تقديم التقرير المالي للجمعية، ثم استعراض خطة عمل 2025.

كما جرى انتخاب ثلاثة أعضاء جدد للهيئة الإدارية لتولي الحقائب الثقافية والاجتماعية والقانونية، مما أتاح اكتمال عدد الأعضاء الفاعلين في الهيئة وفق بنود النظام الداخلي للجمعية. واختُتم الاجتماع بالموافقة بالإجماع على خطة عمل 2025، والتي تشمل:

  • دورات تعليمية للدبكة الفلسطينية

  •  إقامة إفطارين رمضانيين في بيرن وجنيف 

  •  دورات تدريبية لإنشاء المسرح

  • إقامة المعسكر الشبابي

  • فعاليات مناطقية

  • لقاء عيد الأضحى المبارك

  • ملتقى أصدقاء فلسطين

  • دورة الظهور الإعلامي

  • عرض أفلام فلسطينية

  • تدشين الصحيفة الشهرية

  • نادي القراءة (قرأتُ لكم)

  • فنجان قهوة افتراضي

شهد الجزء الثاني من اللقاء فقرات شعرية وفنية فلسطينية، حيث تألّق عدد من المشاركين بإلقاء قصائد وطنية واستعراضات تراثية عكست روح الهوية الفلسطينية. كما تخلل الحفل عروض موسيقية وأغانٍ تراثية تفاعل معها الحضور، مما أضفى على الأجواء طابعًا مميزاً.

واختُتم اللقاء بتبادل النقاشات الودية بين الأعضاء، الذين أعربوا عن تقديرهم لجهود الجمعية في تعزيز التواصل بين أبناء الجالية الفلسطينية في سويسرا، والتأكيد على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات لتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية.

____________________________________________________________________________________________________________

النكبة لم تنتهِ – أبٌ يُهجَّر مجدداً وابنه يُطلق نداءً من سويسرا،

خاص - بيرن، نور شمس

مشياً على الأقدام، ومن خلفه عربة لجيش الاحتلال، يخرج العم أبو ايهاب أبو الخير رفقة ذويه من مخيم نورشمس في مشهد مؤثر التقطته عدسة الكاميرا صدفة لتعيد للأذهان مشاهد نكبة 1948. نكبة يتذكرها جيدا العم أبو ايهاب ويستذكرها مرة أخرى في شهادة جديدة تترجم النكبة الصامتة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني حاليا في مخيم نورشمس وطولكرم وسط تعتيم عالمي ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

في مقطع فيديو مؤثر، ظهر أبو ايهاب، الذي عايش النكبة الأولى طفلاً، ليقول اليوم، بعد أكثر من سبعين عاماً، إن "الوضع الآن أصعب حتى من وقت النكبة". كلماته لم تكن مجرد تعبير عن الألم، بل صرخة استغاثة تكشف حجم المأساة التي تعيشها العائلات الفلسطينية التي تُقتلع من بيوتها مرة أخرى.

في مقطع فيديو مؤثر ظهر أبو إيهاب..
لمشاهد الفيديو اصغط هنا

"عاجز عن إنقاذ والدي" – نداء من سويسرا

بينما يتعرض أبو ايهاب وعائلته للتهجير القسري، يتابع ابنه أيمن، المقيم في سويسرا، المشهد بصدمة وغضب. "لم أستطع فعل شيء لإنقاذ والدي

 من هذا المصير، ان مشاهدة الاليات العسكرية الاسرائيلية وهي تدمر البنية التحتية والبيوت في المخيم تصيبنا بالحزن والاسى، وان من العار ان يقف العالم الغربي متفرجا امام هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية وحقوق الانسان" يقول بحرقة، وهو يحاول إيصال صوت عائلته إلى العالم. من قلب أوروبا، حيث يعيش حياةً مستقرة، وجد نفسه فجأة في مواجهة الواقع المرير الذي لم يفرّق بين الأجيال: التهجير والاقتلاع من الجذور.

وبين مناشدات للمؤسسات الحقوقية والدولية ومحاولات إيصال صوت عائلته إلى العالم يسعى أيمن إلى تسليط الضوء على ما يحدث في مخيم نورشمس وغيره من المناطق الفلسطينية التي تتعرض لعمليات تهجير ممنهجة. ويؤكد: "نحن هنا في الخارج نحمل مسؤولية إيصال هذه القصص الى ، لأن العالم لم يعد يسمع، ولم يعد يرى."

تهجير يتكرر… والعالم صامت

ما يحدث في نورشمس ليس حادثة فردية، بل جزء من سياسة تهجير مستمرة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم. الاحتلال، الذي يستخدم القوة العسكرية لفرض تهجير السكان دون رادع، وقد تم بالفعل تهجير الكثير من السكان الفلسطينيين في مخيم جنين ومخيم طولكرم ومسافر يطا قرب الخليل… ومضارب البدو في مناطق اخرى متفرقة وقد وصل عدد المهجرين الى اكثر من 40 الفا حتى الان حيث يواجه الفلسطينيون حاليا مصيراً مجهولاً في ظل الحكومة الاسرائيلية المتطرفة التي تنتهج الصهيونية الدينية وتدعوا صراحة الى طرد الفلسطينيين من ارضهم واقامة دولة إسرائيل الكبرى وتدعو الى تطبيق نفس الخطة التي تم اتباعها في قطاع غزة… التدمير والتهجير وصمت دولي مخز.

"لا تدعوا النكبة تتكرر"

بينما يوجه الابن نداءا من سويسرا، واضحاً لكل من يستطيع المساعدة: "لا تتركوا الشعب الفلسطيني وحده، لا تسمحوا للنکبة بأن تتكرر أمام أعيننا ونحن صامتون… ان ما يحدث في فلسطين يهم الجميع نظرا للدور التاريخي لاوروبا فيما يجري الان في فلسطين، كما ان ما يحدث الان هو اعتداء وتنكيل بالانسانية جمعاء… اذا لم تنعم فلسطين بالسلام فلن ينعم العالم اجمع بالسلام".
ومن هنا تدعو جمعية الجالية الفلسطينية في سويسرا الحكومة السويسرية بتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية وتدعو جميع الفلسطينيين والمناصرين للتضامن مع الشعب الفلسطيني الأعزل وإطلاق حملة عنوانها لا_تدعوها_تتكرر.

____________________________________________________________________________________________________________

إطلاق نادي القراءة الفلسطيني وأمسية شيقة حول رواية (الطنطورية)

برن – خاص للنشرة الشهرية:

أطلقت جمعية الجالية الفلسطينية في سويسرا برنامج نادي القراءة الفلسطيني بالتعاون مع دار المكتبة العربية بسويسرا، وناقشت الأمسية الأولى للنادي رواية (الطنطورية) يوم السبت 22 فبراير/ شباط في مقر المكتبة العربية في (بارن دي آري) قرب العاصمة بيرن بحضور أكثر من 15 مشاركة ومشارك من الجالية الفلسطينية والجاليات العربية. 

رواية توثيقية مهمة

وعبرت غادة الريان مديرة الهيئة الإدارية للجمعية عن سعادتها بهذا اللقاء وقالت: كان اللقاء الأول مميزاً من سلسلة نادي (قرأت لكم) الذي اسسته الجالية الفلسطينية بالتعاون مع المكتبة العربية في سويسرا والهدف منه التثقيف بالقضية الفلسطينية والتعريف بها بأعين كتاب عرب وفلسطينيون. 

وأضافت: في هذا اللقاء اخترنا رواية الطنطورية للروائية رضوى عاشور وعرفنا في البداية عن الكاتبة ومسيرتها الأدبية والعائلية، ثم انتقينا بعض أجزاء من الرواية وقرأت فيها مقتطفات منها وحاولنا أن نلخصها ونبرز أهم الأحداث فيها وما يميزها عن باقي الروايات.

وتابعت الأستاذة غادة: بنظري هذه رواية توثيقية مهمة جداً، لأنها رواية واقعية تحمل تسلسل زمني للأحداث بدايةً من ثورة عام 1937 ومروراً باحتلال ونكبة فلسطين عام 1948 وحتى عام 2000 وتضمنت الرواية العديد من الأسماء والأحداث الواقعية في تلك الفترة وكانت أيضاً مرآة لبعض ما عاشته رضوى عاشور في حباتها الشخصية وفي نفي مريد البرغوثي زوجها الفلسطيني وجسدت بعض ما سمعته وما عاشته في هذه الرواية. 

وأوضحت الريان أن الرواية تتميز أيضاً باللغة السلسة والسهلة جداً ولا تأخذ الكثير من الوقت وشد الأعصاب والجهد الذهني، مضيفة أن الرواية بالنسبة لي كانت سهلة وممتعة في تتبع الأحداث وقرأت الرواية كلها ورسمت خط زمني لتتبع الأحداث وماذا حدث وأهم الشخصيات، وأنصح الجميع بقراءتها، وفيها الجانب الثقافي مهم وليس فقط جانب الحرب والوحشية والاحتلال ففيها على سبيل المثال الأغاني والأمثال الشعبية والخرافات. 

وخلصت غادة الريان للقول: هدفنا في البداية التعريف بالقضية الفلسطينية وانشاء الله في المرة القادمة نستضيف كاتب فلسطيني، ونود في المستقبل استقبال المزيد من الكتاب الذين كتبوا عن فلسطين سواء أكانوا فلسطينيين أم عرب أم أجانب. 

معرض خاص للكتب الفلسطينية

أما محمد طارق قمراس مدير دار الكتب العربية بسويسرا فقال: اليوم كان لقاؤنا مميزاً في أمسية ثقافية مفتوحة في دار الكتب العربية رافقها معرض عن الكتب الفلسطينية القديمة والحديثة، وكان موضوع اللقاء رواية رضوى عاشور الكاتبة الشهيرة والغنية عن التعريف.

وأضاف: رواية الطنطورية تحكي قصة المأساة الفلسطينية بتفاصيلها وأحداثها التاريخية الحقيقية وفيها جانب خيالي ما تستوجبه الحبكة الروائية حيث أبدعت رضوى عاشور في الحديث عن أحداث تاريخية بإسلوب مشوق في 400 صفحة، وغطت فترة زمنية طويلة منذ بداية النكبة 1937 واستمرت أحداثها حتى عام 2000 وتناولت الكثير من الأحداث الهامة والتفاصيل، والمهتم بالقضية الفلسطينية وغير المهتم سيتمتعون بالرواية، وهذا هو هدف اليوم لتسليط الضور على هذه الرواية الهامة جداً.

وقال الأستاذ طارق: أنا سعيد بعدد الحضور المهتمين من الجالية الفلسطينية والجاليات العربية ، ولدينا في دار الكتب العربية جهات وتفاصيل مختلفة في الثقافة والإبداع، ولكن لأهمية القضية الفلسطينية خصصنا مجموعة من أربعة صفوف للكتب المتخصصة فيها، سواء أكانت روايات أم دراسات ام شعر أم ادب، ويستطيع الجميع التعرف عليها من خلال زيارة موقعنا على الأنترنت ، وأحدثها رواية لأحمد العتوب اسمها (الرعب) التي صدرت منذ شهر وتحكي عن مأساة أهل غزة ،إضافة لكتب حديثة تحكي عن الطوفان وكتب صدرت في الأعوام الماضية وكذلك الكتب القديمة التي ولدت مع القضية. 

وعن الكتب بلغات أخرى يقول مدير دار الكتب العربية: هناك كتب متوفرة باللغات الفرنسية والألمانية والإنجليزية، ولكننا نركز على الكتب العربية خدمة للجاليات العربية لتعزيز ثقافاتها وهوياتها الوطنية، وباستمرار نوفر الكتب الجديدة خلال بضعة أيام فقط من طلبها، وعدد لا بأس به من الكتب المترجمة إلى الألماني مثل كتب غسان كنفاني وجبران خليل جبران وغيرهما. 

موقع دار الكتب العربية: www.maktaba.ch 

موقع جمعية الجالية الفلسطينية: www.palestinians.ch  

محور الأمسية الأولى:

  • مناقشة كتاب (الطنطورية) للكاتبة رضوى عاشور.
  • ملخص الرواية وقراءة مقاطع منها. 
  • حوار مفتوح حول الرواية وأبعادها التاريخية والإنسانية.
  • معرض خاص للكتب الفلسطينية.

____________________________________________________________________________________________________________

 جامعة لوزان تنهي عقد البرفسور جوزيف ضاهر لموقفه الداعم لفلسطين ...!

لوزان- وكالات:

أنهت جامعة لوزان عقد الأكاديمي السوري-السويسري جوزيف ضاهر، المعروف بأبحاثه حول الشرق الأوسط ومقالاته المنشورة في وسائل الإعلام الدولية، وذلك على خلفية دعمه العلني للقضية الفلسطينية.

ويأتي هذا القرار المفاجئ رغم توقيع ضاهر عقده كأستاذ زائر للفصل الدراسي الربيعي 2025 في مايو/أيار الماضي، حيث كان مقرره حول (تاريخ العلاقات الدولية بعد عام 1945) مدرج في المنهج الدراسي منذ أشهر، ما يحرم الطلاب من الاستفادة من خبرته وإشرافه الأكاديمي.

ويرتبط قرار الجامعة بشكل واضح بحملة التضييق المتزايدة على الأكاديميين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، حيث جاء بعد احتلال طلابي لمبنى جيوبوليس في مايو/أيار الماضي للمطالبة بقطع العلاقات الأكاديمية مع "إسرائيل"، كما تعرض ضاهر لحملة تشهير صحفية في سويسرا بسبب دفاعه عن حق الطلاب في التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

انتهاك صارخ لحقوق الأكاديميين

وفي هذا السياق، أصدرت مجموعة من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة لوزان بياناً تضامنياً أدانت فيه الإجراء الإداري التعسفي ضد ضاهر، معتبرةً أنه يشكل تهديداً لحرية التعبير والحرية الأكاديمية. 

وأكد البيان أن القرار لم يحرم ضاهر من مصدر دخله فحسب، بل أثار قلق أعضاء هيئة التدريس الآخرين الذين باتوا يخشون التعرض لإجراءات مماثلة.

ووصف البيان التضامني القرار بأنه جزء من موجة القمع التي تستهدف الأكاديميين والباحثين الداعمين للقضية الفلسطينية، وهو ما يتعارض مع مبادئ الحرية الأكاديمية وحرية التعبير، كما حذرت من ذلك مقررتا الأمم المتحدة المعنيتان بالحق في التعليم وحرية التعبير.

وختم الموقعون على البيان بدعوة جامعة لوزان إلى التراجع عن قرارها وإعادة ضاهر إلى منصبه فوراً، مشددين على أن الإجراءات المتخذة بحقه تعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الأكاديميين والطلاب وتهديداً للمبادئ الديمقراطية الأساسية.

ويُعدّ جوزيف ضاهر باحثاً بارزاً في التاريخ السياسي للشرق الأوسط، وحاصلاً على درجتي دكتوراه من جامعة لوزان ومدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، ودرّس ضاهر في جامعات أوروبية عدة، منها غينت في بلجيكا وباريس دوفين في فرنسا، وعمل لسنوات كأستاذ زائر في المعهد الجامعي الأوروبي في فلورنسا، كما قدم استشارات لمنظمات دولية وإعلامية كبرى.

عقوبة سياسية غير مقنعة

وبدورها بادرت نقابة موظفي القطاع العام SSP، إلى وقفة احتجاجية وأكد سكرتير النقابة رافائيل راموز إن إدارة الجامعة "انتهكت كل حقوق جوزيف ضاهر"، حقه في العمل والدفاع عن نفسه والحق في إجراءات واضحة أو الحماية من قبل صاحب العمل. 

وأشار رافائيل إلى أن "المضايقات الإدارية" والرغبة في "إسكات" أحد الأساتذة يشكل سابقة لن تترك أحداً في جامعة لوزان UNIL بمفرده.

أما البروفسور جوزيف ضاهر فأكد بأنه كان ضحية "حملة تشويه سمعة" لعدة أشهر، وإن خبرته العلمية "تم إنكارها تقريبًا"، مشيراً إلى أن هذه العقوبة لا تمس "حالته الشخصية" وحسب، بل هي جزء من "سياق أوسع من الهجمات على الحقوق الديمقراطية الأساسية".

واعتبر الأستاذ الذي ألغي مقرره الجامعي حول التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، أن إدارة الجامعة "لم تحترم ميثاقها" الذي يدافع عن تدريس المعرفة النقدية والاستقلالية والمشاركة المدنية.

وعلى الصعيد القانوني، رفع جوزيف ضاهر دعوى قضائية إلى المحكمة مطالباً باتخاذ تدابير مؤقتة من شأنها تعليق قرار الجامعة والسماح له بإعطاء محاضراته بانتظار صدور قرار بشأن الموضوع، لكن إدارة الجامعة رفضت التعليق على ذلك بحجة أنها لا تعلق على الحالات الفردية.

____________________________________________________________________________________________________________

حنا الحايك عميد الأطباء العرب لخمسين عاماً، لايزال يحمل رسالة فلسطين ويعيش تقاليدها الأصيلة في حياته اليومية..

أجرى الحوار: قاسم البريدي

لا يزال عميد الأطباء العرب الدكتور حنا الحايك، السويسري الجنسية الفلسطيني الأصل، يعمل بنشاط وحيوية على مدى نصف قرن وحتى اليوم في عيادته التي افتتحها في إحدى الأحياء الرئيسية في مدينة زيورخ.
ولم تمنعه شهرته وتخصصه في علم الأعصاب، في أن يكون محوراً محركاً للجالية الفلسطينية وبذات الوقت فناناً موهوباً في الموسيقى والغناء والأدب والرسم والخط العربي..

وهذا ما اكتشفناه في هذا اللقاء الممتع الذي استمر لساعات طويلة.

حبذا أولاً نتعرف عليك.. وعلى بدايات القضية الفلسطينية؟ 

ولدت عام 1943 ضمن عائلة من سبعة أشخاص في حي العجمي في يافا وكل الناس فيه كانت تعيش بحياة هانئة واستقرار.. وعندما بدأ الانتداب البريطاني عام 1920 ولم يكن وقتها سوى 50 ألف يهودي عربي في فلسطين يعيشون بسلام ومحبة مثل باقي الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين وغيرهم..

 وبعدها لاحظ الفلسطينيون كيف أدخل البريطانيون بين عامي 1920 و1930 نحو 100 ألف مهاجر وبدأوا يبنون مستعمرات بشكل تصاعدي، وهنا ظهر الكفاح الفلسطيني مبكراً لأنهم عرفوا أن هذه الأعداد ليست مجرد هجرة مؤقتة إلى بلدهم، بل هدفها الاستيطان والاستيلاء على أراضي وممتلكات الناس.

كيف تم ذلك عملياً دكتور حنا ؟

 سرعان ما لاحظنا أن عدد المهاجرين قفز عام 1945 لنحو نصف مليون، وهؤلاء لم يأتوا سياحة إلى حائط المبكى فماذا سيفعلون...؟ يريدون إنشاء دولة وطردوا وقتها 700 ألف فلسطيني من السكان الأصليين، والحكومة البريطانية هي التي سمحت لهم بالهجرة وبالتسلح وقدمت لهم التسهيلات وكان معهم عصابات (الهاجانا) و(شتيرن) و(الإرغون) وهم جاؤوا للسيطرة على فلسطين.

وبالنتيجة بدأت التفجيرات وحوادث القتل للفلسطينيين، مثل حادث النبي موسى في العشرينيات والثلاثينيات، وظهر ثوار مثل عبد القادر الحسيني والحاج أمين وكانت مقاومة فلسطينية فعالة، وعام 1936 صار هناك إضراب استمر ستة أشهر، وفي ذلك الوقت ضربوا يافا بالقنابل خصوصاً حي العجمي التي كنت أعيش فيه.. وبالتالي كل الثورات صارت في تلك الفترة وهذا الشيء عتمت عليه الدعاية الصهيونية، لأنه صار فيه سرقة للأراضي والممتلكات. 

إذن.. النضال ضد اغتصاب فلسطين لم يبدأ 1948؟

لم يكن ما حدث مرتبطاً بقرار الأمم المتحدة بالتقسيم عام 1948، الذي رافقته أكاذيب الصهاينة بأن العرب هجموا على اليهود ويريدون إلقائهم في البحر، والحقيقة إنهم هم المعتدين وجاؤوا قبل ذلك التاريخ بكثير.. وما حدث هو تراكمات للنضال الوطني الفلسطيني للدفاع عن النفس لشعب آمن يعيش في بيته، أمام مغتصبين جاؤوا لإخراجه من أرضه بقوة الإرهاب والمجازر.. فهم من دخلوا إلى بلادنا منذ العشرينيات وليس نحن.. 

بعدما تركت يافا وجئت مبكراً إلى سويسرا، كيف وجدت فهم الناس لهذه القضية العادلة؟ 

عندما خرجت عائلتي من فلسطين كان عمري خمس سنوات ولجئنا إلى الأردن وهناك أكملت دراستي الثانوي، ثم جئت إلى سويسرا عام 1961 وكان عمري 19 عاماً وبدأت في دراسة الطب في جامعتي فريبورغ وزيورخ، وتخرجت منها في تخصص علم الأعصاب وفي أشعة الأعصاب وهي مسيرة طويلة في سويسرا مع عائلتي وأحفادي، وكنت أزور أهلي في عمان دون انقطاع. 

لكن النقطة التي كنت أبحث عنها باستمرار هي: لماذا الناس لم تفهم تاريخ فلسطين، ويقولون إن الأمم المتحدة أعطتهم حق إقامة دولتين ونحنا كفلسطينيين لم نقبل التقسيم.. وكيف نقبل إذا كانوا وقتها مجرد مهاجرين وأقلية وأعطوهم 56% من الأراضي والمدن لاسيما الساحلية، وطبعاً الفلسطينيون لم يقبلوا سلب أرضهم ولا الدول العربية قبلت بذلك الظلم، ونتذكر هنا ما قاله بن غوريون في مذكراته: (في كل هجوم يجب إيقاع ضربة حاسمة تؤدي إلى هدم البيوت وطرد السكان) ...! 

أنت كسويسري من أصل فلسطيني.. كيف أسست أسرة فلسطينية كبيرة؟

انا أسست هنا نفسي اولاً بعد دراستي وتخصصي، إذ تزوجت من سيدة سويسرية وعندي ولدين وبنتين، وأحد أبنائي طبيب عيون عيادته في لوزيرن والثاني يعمل في التجارة والاستيراد وبناتي أيضاً لديهن أعمال، وعندنا كأسرة 9 احفاد هم 7 أولاد وبنتين واخر حفيدة ولدت في شهر سبتمبر الماضي، وكلهم يسكنون قرب مني في كانتون زيورخ، ونجتمع باستمرار كعائلة سويسرية فلسطينية من 17 فرداً تحافظ على تقاليدها الأصيلة وتشارك في الأعياد والمناسبات لجميع أبناء العائلة، ومع صداقات مع باقي العائلات الفلسطينية والسويسرية. 

إذن.. لم تنقطع عن القضية الفلسطينية وعملت لربط الجالية بوطنها الأم وثقافتها؟

كنت أقيم محاضرات حيث أتحدث اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية، ووجدت أن أغلبية الشعب السويسري يفهمون القضية الفلسطينية، لكن لديهم كابوس (الهولوكوست) التي شهدتها ألمانيا، ولكننا كفلسطينيين لم نكن طرفاً في هذه القضية لندفع الثمن.. 

والمشكلة أن الدعاية الصهيونية جعلت كل يهودي اسرائيلي وتدعي إن إسرائيل هي حامية لكل يهود العالم وهذا غير صحيح، لأن الكثير من اليهود يرفض إقامة هذا الكيان ولا يوجد أي سبب لإخراج الشعب الفلسطيني من بلده وإقامة دولة مغتصبه على أرضه.. لماذا لا يعطوا للهنود الحمر أرضهم في أمريكا، وأما أن نقول إننا كنا هنا منذ 2000 سنة وارجع لأرضي فهذا لا معنى له ولا يوجد أي تبرير علمي ومنطقي.

وبالمقابل.. بدأنا نعمل جمعيات فلسطينية في برن وزيورخ، وأهمها الجمعية الثقافية الفلسطينية منذ التسعينات وعمرها يزيد عن الثلاثين سنة وبقيت 11 عاماً رئيسها وتأسست في بازل ثم انتقلت إلى زيورخ وهي مستمرة ولها أنشطة اجتماعية وثقافية ولدينا اجتماعين سنويين للعائلات وتشارك بالمظاهرات للتضامن مع أهل غزة وفلسطين.

وأما الجمعية الثانية فتأسست في برن عام 2006 قبل الجمعية الحالية وانتخبت رئيساً لها وتوقفت وجاءت جمعيتكم التي أراها متميزة وناجحة في عامها الأول.

بهذه المناسبة.. ما المطلوب برأيك لنجاح الجمعيات الفلسطينية؟

الإرادة والتخطيط والتنفيذ ووضوح الأهداف وعدم تسيسها، وسويسرا كما تعلمون بلد صغير وغير مؤثر سياسياً في المجال العالمي والعلاقات الدولية، وإنما في تقديم المساعدات الإنسانية لاسيما منظمة (الأونروا) ولكنها للأسف رضخت للضغوط الدولية، وأوقفتها بحجة أنها تدعم الإرهاب على حد زعمهم...؟ 

دكتور حنا.. كيف تتعامل مع وسائل الإعلام السويسرية؟

أجد أنها غير مجدية ومنحازة سلفاً لإسرائيل بسبب تبعيتها للرأسمال والأحزاب اليمينية، وبعد 7 أكتوبر تلقيت اتصالات عديدة للظهور في التلفزيون ولم يكن هدفها شرح ما يحدث من وجهة نظر فلسطينية، بل لشتم حماس والوقوف مع وجهة النظر الصهيونية، التي اختلقت أكاذيب دون النظر إلى الأسباب الحقيقية قبل هذا التاريخ وبعده.. 

والقول إن حماس فعلت مذبحة هي كذبة لتظهر الحقيقة بأن الجيش الإسرائيلي هو الذي قتل الناس في تلك الحادثة، والمجتمع السويسري فيه اليمين واليسار والأخير هو من نحاوره ومن يتفهم قضيتنا. 

ويطرح عليك الاعلام سؤالاً: أنتم طرفين في نزاع ولابد أن تتصالحوا، لكننا في الحقيقة لسنا طرفين لأننا كنا نسكن في بلادنا وهجرونا منها بالقوة، وبحجة أن الأمم المتحدة أعطتهم الدولة وعندها لابد أن توضح الحقائق التاريخية. 

ومن دون الرجوع إلى جذور المشكلة الفلسطينية يكون الفهم مبتورا ومشوّها، وحادثة النكبة هي التي أدت إلى قيام قواعد دولة جديدة في فلسطين ورثت الانتداب البريطاني، وأحلت مجموعات من المهاجرين محلّ الشعب الفلسطيني.

د. حنا حايك ما سبب شهرتك كطبيب أعصاب؟

درست الطب لمدة سبع سنوات وبعدها تابعت دراستي التخصصية في أعصاب الدماغ ثم بالأشعة والكمبيوتر وفتحت عيادة لي واشتريت عام 1981 جهاز التصوير الطبقي المحوري للدماغ وهو من أوائل الأجهزة في سويسرا وفي مدينة زيورخ لم نكن وقتها سوى ثلاث أطباء يستخدمون هذا الجهاز (كمبيوتر التوموغرافي) وهذا ما جعلني طبيباً مشهوراً خصوصاً وإن تصويري الاحترافي والتقرير المرافق كانا مميزين وموثوقين وهو ما يثني عليه الزملاء الجراحين بدقة التشخيص والمعلومات الصحيحة. 

وأصبحت معروفاُ كنيرولوجي وعندي الجهاز راديولوجي ولم يكن الأطباء يمتلكونه، وعند عقد اللقاءات العملية يرجعون لي، لأن وقتها استثمار هذا الجهاز يكلف مليوني فرنك سويسري وهو مبلغ كبير وحتى الكمبيوترات الحديثة كانت في بداياتها. 

وكان عملي يستمر نحو 12 ساعة وأحياناً 15 ساعة باليوم لزيادة الطلب على هذا الجهاز لأنني كنت مختصاً به ودرست أسلوب عمله، وشعاري الدائم (الجودة والنوعية) وهو سر النجاح في أي عمل خصوصاً الطب، حيث تظهر نتائجه بسرعة، وهذا سر النجاح ويصبح الاسم (عنوان). 

منذ متى تعمل في عيادتك وما عدد الذين عالجتهم ولمن ستتركها؟

عملت في العيادة نحو 44 سنة وسأتقاعد في شهر أبريل / نيسان، وبحثت عن طبيب يتكلم العربي ليستلم عيادتي ووجدت طبيباً سورياَ شاباً متخصصاً يعمل في ألمانيا ولديه مؤهلات عالية.. 

وعند افتتاح عيادتي يوم 1 أكتوبر 1981 كان رقم المريض الأول واحد والثاني اثنان.. وحالياً 19 ألف في سجلات عيادتي. 

أخيراً.. د. حايك إلى جانب نجاحك كطبيب لديك هوايات متعددة وجميلة؟

نعم.. أكتب المقالات الأدبية والشعر وأدرس التاريخ العربي وأرسم واجيد الخط العربي واعزف الموسيقى وأغني في الحفلات الخاصة، وهواياتي مستمرة ولا تنتهي لإحياء التراث العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص وسأتعلم على عزف العود قريباً..

كما أمارس الأنشطة الرياضية بانتظام وأتفوق غالباً على زملائي في لعبة الجولف التي أحبها.

____________________________________________________________________________________________________________

رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير: الجالية الفلسطينية تنظم إفطارين رمضانيين في جنيف وبيرن، دعونا نفطر معاً ونتجاوز الغربة!

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجدّد في قلوبنا مشاعر الفرحة والروحانية، إذ يُعتبر هذا الشهر فرصة للتقرب إلى الله، ومراجعة الذات، وتعزيز قيم التضامن والمودة بين الناس.

في أوطاننا، لرمضان طقوسه الخاصة التي نكبر معها، حيث تزيّن الشوارع بالفوانيس، وتتعالى أصوات الأذكار والتراويح من المساجد، وتلتئم العائلات على مائدة الإفطار في أجواء مليئة بالمحبة والدفء.

لكن في الغربة، قد يختلف المشهد، فتُحرمنا المسافات من تلك الأجواء الأسرية والاجتماعية التي تُضفي على رمضان رونقه الخاص. ومع ذلك، يظل هذا الشهر فرصة لنا، نحن الفلسطينيون المغتربون، لنعيش معانيه العميقة ونجعل منه مساحة للتواصل والتآزر. فاللقاءات الرمضانية، والإفطارات الجماعية، وتجمعات التراويح، كلها وسائل تُشعرنا بقربنا من بعضنا البعض، وتساعدنا على إحياء روح رمضان في ديارنا الجديدة.

بهذه المناسبة المباركة، يسرّنا أن نهنئكم بحلول شهر رمضان، وندعوكم لمشاركة الأجواء الرمضانية معنا. نأمل أن يكون هذا الشهر مليئًا بالبركات، وأن يعيده الله علينا وعليكم بالصحة والخير والسكينة. كما ندعوكم للمشاركة في الفعاليات الرمضانية التي ستُقام خلال الشهر الكريم، لنعيش سويًا دفء العائلة والجالية، ونجعل من الغربة وطنًا يجمعنا بالمحبة والإيمان.

ندعو العائلات والأفراد الفلسطينيين لتحضير وجبات إفطارها وإحضارها على سفرة واحدة للمشاركة في المواعيد التالية:

في جنيف:

الخميس الموافق 6 مارس/ آذار 2025

العنوان:

Chem. Edouard-Sarasin 47 1218 Le Grand-Saconnex

في بيرن:

السبت الموافق 15 مارس/آذار 2025

العنوان:

Bethlehemkirche, Eymattstrasse 2b, 3027 Bern